السوق الهابط ظاهرة شائعة في بورصات الأسهم، وهو مصطلح يشير إلى تراجع قيمة الأسهم في فترة زمنية معينة وعمومًا يكون السبب وراء ذلك هو انخفاض الطلب على الأسهم، وبالتالي يزداد العرض ويتراجع سعر الأسهم. وفي هذا المقال. سنناقش كيفية التعامل مع السوق الهابط وكيفية تحقيق الربح وتجنب الخسارة في هذه الفترة الصعبة.
أولا: ما هو السوق الهابط؟
السوق الهابط هو سوق يشهد تراجعًا في قيمة الأسهم وعمومًا يحدث هذا التراجع على مدى فترة طويلة تتجاوز الأشهر. كما يمكن أن يكون سببه عدة عوامل. من بينها الظروف الاقتصادية العامة. التغيرات في سياسات الحكومة، والتغيرات في السياسة النقدية والمالية، والتغيرات في الأحوال الجوية والكوارث الطبيعية، وغيرها.
ويمكن أن يؤدي السوق الهابط إلى تراجع قيمة المحفظة الاستثمارية للمستثمرين. ويتسبب في خسائر كبيرة، ويزيد من مخاطر الاستثمار في الأسهم، ويقلل من الثقة في الاستثمار في الأسهم.
كيفية الاستفادة من السوق الهابط
1- الاستثمار في الأسهم المطمئنة
تعتبر الأسهم المطمئنة هي تلك الأسهم التي تتمتع بقوة مالية وقدرة على الصمود في الأوقات الصعبة، وتوفر تدفقات نقدية مستمرة ومتواصلة، وتدفع أرباحًا نقدية متواصلة للمساهمين. كما يمكن الاستثمار في هذه الأسهم لأنها تتمتع بالقدرة على الصمود والتعافي من الأوقات الصعبة.
2- الاستثمار في الأسهم المقلوبة
تعتبر الأسهم المقلوبة هي تلك الأسهم التي يتم شراؤها بسعر منخفض ويتوقع أن يرتفع سعرها في المستقبل. كما يمكن الاستفادة من السوق الهابط لشراء هذه الأسهم بسعر منخفض والاستفادة من ارتفاع سعرها في المستقبل.
3- التداول القصير
يمكن الاستفادة من السوق الهابط عن طريق التداول القصير، وهو عملية شراء الأسهم بالقرض وبيعها بسعر أعلى بعد فترة قصيرة، ويمكن الاستفادة من الانخفاض الحاد في أسعار الأسهم لتحقيق أرباح قصيرة الأجل.
كيفية تجنب الخسارة في السوق الهابط؟
يمكن تجنب الخسارة في السوق الهابط عن طريق اتباع بعض الخطوات الحيوية، ومن أهمها:
1- التنويع في المحفظة الاستثمارية
يجب أن يكون لديك محفظة استثمارية تحتوي على مجموعة متنوعة من الأسهم والأصول المختلفة، وذلك لتقليل المخاطر وتقليل الخسائر في السوق الهابط. يمكن أن تتضمن المحفظة الاستثمارية الخاصة بك الأسهم والسندات والصناديق المتداولة والعقارات والسلع الأساسية والذهب وغيرها.
2- الابتعاد عن الأسهم العالية الخطورة
يجب تجنب شراء الأسهم العالية الخطورة في السوق الهابط، حيث أنها تتعرض للتقلبات الكبيرة والخسائر الكبيرة، وبالتالي يمكن أن تسبب خسائر كبيرة للمستثمرين.
3- الابتعاد عن الرهان على الوقت المثالي للشراء والبيع
يجب تجنب الرهان على الوقت المثالي للشراء والبيع في السوق الهابط، حيث أنه من الصعب تحديد الوقت المثالي لشراء الأسهم والبيع. وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا الرهان إلى خسائر كبيرة.
4- الابتعاد عن الاستثمار بالرهان
يجب تجنب الاستثمار بالرهان في السوق الهابط، حيث أن الرهان يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة ويعتبر مخاطرة غير مضمونة، ولذلك يجب الاستثمار بشكل حذر ومن خلال البحث والتحليل الجيد.
كيفية تقييم الأسهم في السوق الهابط؟
يجب تقييم الأسهم بشكل جيد في السوق الهابط، وذلك لتحديد الأسهم المطمئنة والتي تستحق الاستثمار فيها، ويمكن تقييم الأسهم عن طريق عدة طرق، من بينها:
1- تحليل الأساسيات
تحليل الأساسيات يعتمد على دراسة أساسية للشركة وقوتها المالية وأدائها التجاري ومراجعة المعلومات المالية والتقارير السنوية والفصلية والإشعارات الهامة الصادرة عن الشركة والتي تساعد على تحليل أداء الشركة وقوتها المالية وتوقع العوائد المستقبلية للأسهم. كما يمكن استخدام بعض النسب المالية لتقييم الأسهم مثل نسبة الربحية، ونسبة العائد على الأسهم، ونسبة السعر إلى الربح، وغيرها.
2- تحليل التقنيات
يعتمد تحليل التقنيات على دراسة الحركة السعرية للأسهم واستخدام الرسوم الفنية والمؤشرات الفنية لتحديد الاتجاه العام للأسهم. كما يمكن استخدام المتوسطات المتحركة ومؤشرات القوة النسبية ومؤشر الزخم وغيرها لتقييم الأسهم وتحديد أفضل نقاط الشراء والبيع.
3- تحليل العوامل الاقتصادية
يمكن تحليل العوامل الاقتصادية العامة للبلد أو القطاع الذي تنتمي إليه الشركة، وذلك لتوقع تأثير هذه العوامل على أداء الشركة وأسعار الأسهم في المستقبل، ومن هذه العوامل تقلبات العملات والفائدة والتضخم والبطالة وغيرها.
4- تحليل العوامل الصناعية
يمكن تحليل العوامل الصناعية المتعلقة بالقطاع الذي تنتمي إليه الشركة، وذلك لتحديد توقعات النمو والتوجهات الصناعية والتحديات التي قد تواجه الشركة في المستقبل. كما يمكن استخدام الأخبار والتقارير الصناعية والاحصائيات والمؤشرات المالية الصناعية لتحليل العوامل الصناعية.
5- تحليل العوامل الجيوسياسية
يمكن تحليل العوامل الجيوسياسية المتعلقة بالبلد أو المنطقة التي تعمل فيها الشركة، وذلك لتحديد التحديات الجيوسياسية والتوقعات المستقبلية والتأثير المحتمل لها على الأسواق، وهذه العوامل تشمل الصراعات الجيوسياسية والتوترات السياسية والتحولات الاقتصادية العالمية وغيرها.
كما يمكن الاستفادة من السوق الهابط إذا تمت معالجة المخاطر بشكل مناسب واستخدام استراتيجيات الاستثمار المناسبة، ويجب تجنب الاستثمار بالرهان والاعتماد على الحظ ، بل يجب الاستثمار بشكل حذر ومن خلال البحث والتحليل الجيد.