حتى تتمكن من تحقيق أهدافك الخاصة في سوق الصرف الأجنبي، من الضروري أن تكون على دراية تامة بالمفاهيم والمصطلحات التي تنتشر في تداول العملات الأجنبية. إذا كنت تتساءل ما معنى السبريد في التداول وكيف يتم حسابه، سنُساعدك في السطور التالية في اكتشاف كيفية عمل فروق أسعار صرف العملات ومراقبة التقلبات في فروق الأسعار، تابع معنا.
ما معنى السبريد في التداول؟
إذا كنت ترغب في تعلم التداول من الصفر يجب أن تنتبه إلى أحد المصطلحات الهامة وهو معنى السبريد؛ معنى سبريد في التداول هو فرق السعر بين سعر العرض والطلب لزوج العملات والذي يتأثر بعدة عوامل منها تقلبات السوق وأزواج العملات التي ترغب في تداولها. وعادةً ما تكون فروق الأسعار بين سعر العرض والطلب عالية، وهذا بدوره ينتج عنه إرتفاع رسوم المعاملات التي تُفرضها شركات الوساطة في العالم.
كما تُؤثر فروق الأسعار على تكاليف معاملات التداول، بمعنى أدق يُمكن القول أن إرتفاع نسبة السبريد في التداول يعني إرتفاع تكلفة الدخول والخروج من مركز التداول. كما يهدف المتداول المحترف إلى الاستفادة من تقلبات الأسعار في السوق؛ لكن يتحكم السبريد في قدرتهم على القيام بذلك.
إرتفاع نسبة السبريد يعني أن السوق يتحرك قبل أن يتمكن المتداول من تحقيق التعادل أو تحقيق الربح، ولهذا السبب يبحث المتداول عن أفضل منصات تداول العملات الرقمية في العالم والتي تُقدم فروق أسعار أقل لتقليل تكلفة معاملات التداول الخاصة بهم.
أيضًا عندما يستطيع المتداول تحديد نسبة السبريد بدقة، يُصبح قادر على حساب نسبة الأرباح المحتملة بطريقة أفضل. وهذا يعني أنه يمكن للمتداول الوصول بالقرب من نقطة التعادل، مما يُقلل من الحاجة إلى أن تكون تحركات الأسعار في صالحهم. وهذا بدوره يعزز إدارة المخاطر من خلال السماح بأوامر وقف الخسارة الأصغر وتقليل مخاطر الانزلاق، مما يساعد المتداول على اتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة وفعالة من حيث التكلفة.
ما هي أنواع السبريد في الفوركس؟
يُعتبر اختيار أفضل أنواع السبريد خطوة أساسية للمتداولين المحترفين، وفيما يلي أفضل أنواع السبريد في الفوركس:
السبريد الثابت
يتم تحديد السبريد الثابت من قبل المتداولين قبل إجراء معاملات التداولات، وتشمل إيجابيات وسلبيات السبريد الثابت ما يلي:
الإيجابيات
- تعتبر الميزة الرئيسية للسبريد الثابت هي أن المتداول يكون على دراية تامة بسعر كل صفقة، وفي هذه الحالة يستطيع كل متداول تخطيط استراتيجية تداول ناجحة تتناسب مع معاملة التداول، أيضًا يُمكن للمتداول إدارة المخاطر الخاصة بالصفقات بدقةً وتجنبها.
- أيضًا السبريد الثابت مهمً جدًا في أوقات تقلبات السوق عندما تُزيد نسبة فروق الأسعار بشكل ملحوظ.
- كما أن السبريد الثابت لا يتغير، لذا لا تقلق من مشكلة إعادة التسعير والتي تحدث عندما يرغب المتداول في الدخول في صفقة تداول أو الخروج منها بسعر لم يعد متاحًا. وهذا ينتج عنه تأخير، على عكس السبريد الثابت الذي يسمح للمتداول بإجراء معاملاتهم على الفور وبالسعر المُحدد.
السلبيات:
- يُعد نسبة السبريد الثابت أعلى من السبريد المتغير وهذا بسبب شركات الوساطة التي تُضيف هامش ربح إلى فروقات الأسعار، وهذا ينتج عنه إرتفاع رسوم معاملات التداول الخاصة بهم.
- أيضًا يُصاحب السبريد الثابت سيولة مُحددة وهذا يضر المتداولين الذين يتداولون بكميات كبيرة. تُوفر شركات الوساطة فرق أسعار ثابتة مع الاحتفاظ بالنسبة التي يضعها العملاء وهذا ينتج عنه الإنزلاق والتأخير في التنفيذ.
السبريد المتغير
يختلف السبريد المتغير أو كما يُعرف باسم السبريد العائم وفقًا لظروف السوق المالي. وهذه الفروق غالبًا ما يتم توفيرها من قبل شركات الوساطة التي تعتمد على شبكة اتصالات إلكترونية (ECN) أو معالجة مباشرة (STP). وفيما يلي الإيجابيات والسلبيات للسبريد المتغير:
الايجابيات
- غالبًا ما تكون فروقات السعار المتغيرة تنافسية خاصةً عندما تكون ظروف السوق طبيعية. حيث تملك شركات الوساطة التي تستخدم ECN وSTP متداولون متصلون مباشرة بالعديد من مزودي السيولة. وبالتالي ستكون فروق الأسعار أقل والذي يُؤدي إلى انخفاض تكلفة معاملات التداول، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يتداولون بكميات كبيرة.
- كما ذكرنا يعتمد السبريد على وضع السوق الحالي. هكذا يتمكن المتداول من الحصول على أسعار شفافة لمعاملاته، كما يُمكنه عرض أسعار العرض والطلب مع فروقات الأسعار في الوقت الفعلي. وبهذه الطريقة يتمكن من إجراء تحليل شامل للسوق ووضع استراتيجية تداول ناجحة.
- كما يُوفر السبريد المتغير سيولة كبيرة وهذا يُتيح للمتداول بتنفيذ معاملات التداول بشكل أسرع وأكثر كفاءة وهذا يُقلل احتمالية الإنزلاق.
السلبيات:
- يُعتبر العيب الأساسي للسبريد المتغير هو إرتفاع نسبة فروقات الأسعار بشكل كبير في أوقات التقلبات العالية للسوق. إذا لم يُنفذ المتداول معاملات التداول الخاصة به بالتكلفة المُحددة، قد يُؤدي ذلك إلى زيادة تكلفة التداول بسبب التحركات السريعة للأسعار في السوق.
- أيضًا يُؤثر الوسطاء الذين يقدمون السبريد المتغير على أسعار السوق خاصةً عندما تكون السيولة منخفضة وهذا يؤدي إلى الانزلاق والتأخير في التنفيذ ويُؤثر على أرباح المتداول من عمليات التداول الخاصة به.
كيف يتم حساب السبريد في الفوركس؟
حتى تتمكن من تحديد نسبة السبريد؛ من الضروري أن تكون على دراية بسعر العرض والطلب أولًا:
سعر العرض: ويُشير إلى أعلى سعر يُمكن أن يشتري به المتداول وحدات من العملة.
سعر الطلب: ويُشير إلى أقل سعر يتنازل عنده المتداول عن وحدات من العملة.
ويتم عرض السبريد في الفوركس كنسبة مئوية وحسابه بالصيغة التالية:
السبريد% = [(سعر الطلب – سعر العرض) / سعر الطلب] × 100
العوامل المؤثرة على نسبة السبريد في الفوركس؟
هناك العديد من العوامل التي تُؤثر على نسبة السبريد في الفوركس كما يلي:
- السيولة: تعتمد فروقات الأسعار لأزواج العملات بشكل أساسي على مدى السيولة المتوفرة للأصل.
- تقلبات السوق: غالبًا ما يتحرك سوق الفوركس بشكل مُفاجئ ويكون متقلبًا في الأوقات التي تحدث فيها أحداث اقتصادية عالمية. يُصاحب ذلك تغير نسبة السبريد لأزواج العملات.
- وقت التداول: حسب آراء الخبراء؛ يُؤثر وقت التداول بشكل كبير على السيولة، لذا إذا انخفضت السيولة؛ سينخفض عدد المتداولين وبالتالي سيكون من الصعب شراء وبيع العملة. وفي هذه الحالة يقوم الوسطاء بزيادة فروق الأسعار لتجنب هذه المخاطر.
وختامًا لحديثنا؛ يُمكن القول أن نسبة السبريد في التداول تتناسب طرديًا مع عدة عوامل مثل السيولة وتقلبات وظروف السوق المالي. ويُمكن للمتداول المحترف التغلب على تأثير هذه الفروقات من خلال التعرف على معنى السبريد في التداول ووضع استراتيجية تداول ناجحة تتناسب مع أهدافه.
كما يمكن للمتداولين اجتياز فروق الأسعار بنجاح وتحقيق أهدافهم التجارية من خلال التركيز على التداول خلال الأوقات الأكثر نشاطًا وتقلبًا في اليوم، واستخدام أوامر الحد، ومواكبة أخبار وأحداث السوق.