في بدايه خمسينات القرن الماضى قدم العالم هارى ماركويتز نظريه جديده في عالم الاستثمار وهى نظريه المحفظة الحديثة والتي بسببها حصل على جائزه نوبل في التسعينات.
تراجعت البورصه بنحو 40% خلال الأزمه الاقتصاديه العالميه عام 2008. على الرغم من كل تلك الخسائر كانت بعض الاستثمارات أفضل آداء وعلى حسب آراء العالم ماركويتز أن هؤلاء استثمروا بنسبه من محافظهم في السندات والأوراق الماليه قليله المخاطر وذلك كان أول اختبارا حقيقيا لنظريته خلال أزمه الركودالاقتصادي.
نظرية المحفظة لماركويتز:
هي اختيار الموجودات ضمن المحفظة الواحدة لا يتم من خلال السمات المميزة التي تحملها تلك الموجودات فقط وانما بمعرفة كيفية تفاعل وتحرك عوائد تلك الموجودات مع عوائد الموجودات الاخرى. هذه الرسالة وضعت اساس التنويع المدروس لتخفيض مخاطرة المحفظة والتي تعد ركيزة مهمة لعمل المحفظة كون المستثمرين هم متجنبون للمخاطرة ويتطلب ذلك حصولهم على عوائد اعلى لقبولهم بالمخاطرة العالية..
ظهرت هذه النظرية رداً على الاعتقاد السائد انذاك والذي يؤمن بأن توزيع المخاطرة يكون من خلال شراء (او تكوين) محفظة تحتوي على عدد كبير من الموجودات والتي يتم اختياره من قطاعات اقتصادية مختلفة بحجة ان الاداء الضعيف لاحدى القطاعات يمكن ان يعوضه كفاءة اداء القطاع الاخر.
و تهدف نظرية المحفظة الحديثة إلى زيادة العوائد للحد الأقصى وتقليل مخاطر الاستثمار للحد الأدنى
كما تدرس كيفية توافق المخاطر المتعلقة باستثمارٍ واحد أو تعارضها مع المخاطر الأخرى
ستحقق عوائد قوية في كل مرحلة، على مدى دورة اقتصادية طويلة الأجل.
وضع هارى ماركويتز نظريته استناداً الى خوارزمية تتضمن ثلاثة متغيرات:
- العائد المتوقع متمثلاً بمتوسط العائد والذي عادة ما يتم الحصول عليه من البيانات التاريخية وتوقعات مديري المحافظ او المستثمرين.
- والمخاطرة التي تم تعريفها على انها “احتمال تقلب العائد “
- احتمال تحقيق الخسارة المالية ” والتي يتم قياسها بحسب نموذج ماركويتز بالانحراف المعياري، فضلاً عن معامل الارتباط بين موجودات المحفظة والذي يتطلب القيام بعملية تحليل الموجودات المالية المنفردة بشكل مستمر ومعرفة معامل الارتباط بين عوائد الموجودات..
عيوب و انتقادات واجهتها نظرية المحفظة الحديثة:
- عقلانيه المستثمر : اعتمدت النظريه على ان المستثمر سيختار المحافظ الأقل خطوره لمستوى محدد من العائد وتتجنب المخاطره ولكن هناك مستثمرين يفضلون المخاطره الكبيره التي بدورها ستقدم أرباح كبيره أيضا وهم كثر.
- القيم المتوقعه تعتمد على مستندات تاريخيه من الممكن ان لا يكون لها علاقه بالواقع الحالي.
- بالنسبه للنظريه يمكن ان يظهر محفظتين لهما نفس المخاطر رغم اختلاف ظروف كل منهما. من الممكن ان تتحقق خسائر احداهما على المدى الطويل أو تتعرض فجأه للخساره بعد وقت طويل من الاستثمار.
- لا يوجد فرق كبير بين خطر حدوث العديد من الانخفاضات الصغيرة في قيمة الأصول والانهيار الكارثي، مما يجعل من الصعب تحديد الأسهم عالية المخاطر.
- يتطلب نهجًا طويل الأجل، وتحقيق نتائج متّسقة طوال الدورة الاقتصادية ولكن ليس بالضرورة الأداء الأمثل في أي مرحلة.
- إذا راهنت في نفس الوقت على إشراق الشمس وعدم إشراقها، فسوف يخسر أحد رهاناتك حتماً.
- قد تكون فكرة دمج استثمارات عالية المخاطر في محفظة منخفضة المخاطر نسبيًا (لموازنة المخاطر الإجمالية) صعبٌ تقبّلها بالنسبة لبعض الناس
لقد ظهر نهجٌ جديد يُعرف باسم نظرية المحفظة ما بعد الحديثة خلال الثلاثين عامًا الماضية. وهي تختلف في نظرية المحفظة الحديثة التقليدية من خلال التركيز على العوائد السلبية كمقياس للمخاطر. باستخدام مفاهيم متقدمة مثل الانحراف السلبي لحساب العوائد المعدلة حسب المخاطر. وتعد هذه واحدة من ضمن العديد من الأساليب الأخرى للاستثمار في الأسهم، وتقديم البدائل الراسخة لنظرية المحفظة الحديثة..