السبب الأكثر شيوعًا للشركات في تجزئة الأسهم هو زيادة السيولة في تداول أسهمها و جعلها في متناول عدد أكبر من المستثمرين و المتداولين.
إذا كان سعر السهم مرتفعًا جدًا، فمن المحتمل ألا يتمكن العديد من المستثمرين من الوصول إليها. لذلك، مع تجزئة الاسهم، ينخفض سعرها و ترتفع عمليات شراء الأسهم وبيعها، وبالتالي يحدث زيادة سيولة السوق.
قرار تقسيم الأسهم يتخذه مجلس إدارة الشركة لتحويل السهم إلى عدد من الأسهم. فإذا تمّ تقسيم كل سهم إلى سهمين مثلا، يصبح لكل مساهم ضعف عدد الأسهم التي كانت لديه، ولكن سعر السهم يهبط للنصف.
وفي حال تم تقسيم السهم إلى ثلاث، يصبح سعر السهم ثلث ما كان عليه، والهدف في البداية أن لا تختلف قيمة الاستثمار بقرار التقسيم.
ويعتبر الهدف من هذه العملية هو زيادة عدد الأسهم المتداولة لتصبح في متناول عدد أكبر من المساهمين، فضلاً عن تخفيض سعر السهم، ليصبح أكثر جاذبية للمستثمرين، وبالتالي زيادة الطلب على أسهم الشركة.
وبالرغم من زيادة عدد الأسهم التي يمتلكها المستثمر، إلا أن ذلك لا يعني حصوله على أرباح نقدية أكثر عند توزيعها، فتجزئة القيمة الأسمية للسهم لا تؤثر على إجمالي الأرباح النقدية.
يذكر أيضا، أن يوم تقسيم أسهم شركة معيّنة، تلتزم إدارات البورصة بتحييد أثر هذه العملية عن أداء المؤشر العام، وذلك تفاديا لتقلبات استثنائية.
ومن الأمثلة على تجزئة الأسهم، قيام شركة “أبل” بتقسيم كل سهم إلى 7 أسهم في عام 2014، ليصبح سعر السهم 94 دولارا بدلا من 645 دولارا.
ما هي تجزئة الأسهم؟
تحدث تجزئة الاسهم عندما تقرر الشركة زيادة عدد الأسهم المعلقة لديها، مع تقليل قيمة السهم الواحد. تقوم الشركة بتوزيع الأسهم الجديدة على المساهمين الحاليين بما يتناسب مع ممتلكاتهم الحالية. حيث تبقى القيمة الإجمالية لمجموع الأسهم المملوكة بعد التجزئة نفسها كما كانت قبل حدوث العملية.
على سبيل المثال:
لنفترض أن الشركة لديها 1.000 سهم متداول بقيمة اسمية للسهم الواحد 10$. ولنفترض أن الشركة اعلنت عن تقسيم السهم 5 مقابل 1 (5 : 1). وبالتالى يتحول السهم الواحد ذات القيمة الاسمية 10$ للسهم الى 5 أسهم لها قيمة اسمية قدرها 2$ للسهم اى سيكون لدى الشخص الذي يمتلك 100 سهم من هذه الشركة 500 سهم بعد عملية تقسيم الأسهم.
الـ Contrasplit أو جمع الأسهم
تجزئة الأسهم العكسية، والمعروفة أيضاً باسم جمع الأسهم هي عكس تجزئة الاسهم تماماً. تقوم الشركة بتجميع عدد من الأسهم في سهم واحد و توزيعها بنفس النسبة لجميع المساهمين وزيادة سعر السهم المذكور.
عادةً ما يتم تنفيذ الانقسام العكسي من قبل الشركات التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في أسعار أسهمها على مدار فترة زمنية. غالبًا ما يُنظر إليها على أنها علامة بأن الشركة في مأزق.
في الغالب يُنظر إلى عملية جمع الأسهم على أنها علامة على أن الشركة في مأزق وغالبًا ما تؤدي إلى اتجاه هبوطي مستمر.
قد يختار المتداولون الذين يتفقون مع هذا الاستنتاج استخدام عقود الفروقات لبيع أسهم الشركة على المكشوف بمجرد الإعلان عن تجميع الأسهم.
تجزئة أسهم أبل وتسلا:
قررت أبل Apple تقسيم أسهمها إلى 4 أجزاء ، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 31 أغسطس الجاري، ليتم تداول السهم الواحد عن 100 دولار بعد أن وصل إلى 450 دولارا.
أما شركة تسلا Tesla فقد تم تجزئة أسهمها إلى 5 أجزاء، ليصبح سعر السهم 300 دولار بدلا من 1500 دولار، على أن يبدأ التطبيق في 31 أغسطس أيضًا.
تأثير القرار على المستثمرين:
ارتفعت قيمة أسهم الشركتين بشكل أكبر منذ أن أعلنتا عن قرار تجزئة أسهمهما.
ويتم تقسين السهم الواحد إلى عدة أسهم دون تغيير في القيمة الإجمالية لممتلكات المستثمرين، و يجعل ذلك سعر سهم الشركة في متناول المستثمرين الأفراد الأصغر. يساعد هذا الأمر في خلق المزيد من الطلب على أسهم الشركة و تحقيق سيولة لها.
يجب الأخذ في الحسبان أن عملية تجزئة أسهم الشركة ليس لها أي تأثير على القيمة الأساسية (fundamental value) للشركة. بالتالي فهي في حد ذاتها لاتضيف قيمة حقيقية لمساهمي الشركة التي تقوم بالتجزئة. قرار التجزئة يجب أن يكون قرار اقتصادي نابع من الشركة نفسها بعد إجراء الدراسات والبحوث اللازمة وبعد موافقة الجمعية العمومية، و لا يكون ذلك القرار قرار إداري يفرض على الشركة من جانب السلطات الإدارية.