أتريد دخول عالم الاستثمار وتداول الفوركس، لكن يأتي في ذهنك المخاطر الكبيرة التي تسمع عن فوركسForex!
لنتعرف سويا عزيزي القارئ عن أهم المخاطر الموجودة في تداول الفوركس مع كيفية تجنبها.
مخاطر تداول الفوركس التي تسبب الخسارة
1- مخاطر الروافع المالية ونظام الهامش
تعد الروافع المالية من أحد مميزات سوق العملات الأجنبية. والرافعة المالية تعني ببساطة إتاحة الفرصة لصغار المستثمرين إلى التداول بمبالغ كبيرة من خلال التداول بحساباتهم التي تعتبر صغيرة بالمقارنة. فنظرا إلى أن سوق العملات أو تداول الفوركس كان مقتصرا في البداية على كبار المستثمرين وأصحاب الحسابات الضخمة، حاولت شركات الوساطة تقديم تسهيلات لصغار المتاجرين الأفراد لدخول سوق العملات الأجنبية.
وتتيح الرافعة المالية لصغار المستثمرين إمكانية تداول الفوركس بأضعاف حجم رأس المال او قد تصل تسهيلات شركة الوساطة إلى تقديم روافع مالية تتجاوز 1000 مرة حجم رأس المال الأصلي.
وفي تداول العملات الأجنبية، تعمل الرافعة المالية بنظام يسمى نظام الهامش، وهو عن طريق حجز جزء صغير من رأس المال لاتاحة تنفيذ صفقات كبيرة وتحقيق مكاسب مقبولة. ومن الممكن أن تؤدي التقلبات في الأسواق إلى إجبار المتداول على دفع هامش إضافي. خلال أوضاع السوق المتقلبة، سيؤدي الاستخدام العنيف للرافعة المالية إلى خسائر كبيرة قد تتجاوز الاستثمارات الأولية أو رأس المال. لذا تعتبر الرافعة المالية سلاح ذو حدين لأن دخولك صفقة بحجم أكبر كما يزيد لك حجم الأرباح الناتجة عن الصفقة، يزيد أيضا من حجم الخسائر..
2- مخاطر معدل الفائدة وأسعار الصرف
يقوم تداول الفوركس على تبديل المتداولين في سوق العملات عملة بلد ما لشراء عملة بلد أخرى، أو بيع عملة مقابل شراء أخرى، ويمكن أن تؤدي التغييرات في القيمة النسبية للعملة على الأرباح أو الخسائر.
فعند شراء أو بيع العملات في سوق الفوركس، فإنك تراهن على تغير قيمة الصرف بين عملات البلدين مقابل بعضها البعض. وإن كانت كل العوامل الأخرى ثابتة ومتساوية. فإذا اشتريت عملة وانتهى بها الأمر في زيادة قيمتها مقابل العملة الأخرى، فستحقق أرباحا. أما إذا انخفضت قيمة العملة، فسيعود ذلك عليك بالمزيد من الخسائر.
وتجدر الإشارة إلى أن سعر الصرف يرتبط ارتباطا وثيقا بمعدل الفائدة في كل بلد. فتميل معدلات الفائدة المرتفعة إلى جذب المزيد من الاستثمار في البلد وعلى عملتها. وعلى العكس سيؤدي انخفاض معدلات الفائدة إلى سحب الاستثمار بما يضعف عملة الدولة ويقلل من قيمتها.
بمعنى آخر، توفر معدلات الفائدة المرتفعة للمقرضين في الاقتصاد عائدا أعلى مقارنة بالدول الأخرى قليلة معدلات الفائدة. لذلك، فإن معدلات الفائدة المرتفعة تجذب رأس المال الأجنبي وتتسبب في ارتفاع سعر الصرف. ويحدث العكس تماما عند خفض معدلات الفائدة، أي أن معدل الفائدة المنخفضة يؤدي إلى خفض أسعار الصرف.
3- المخاطر الجيوسياسية – الدولية
إذا كنت قد قررت الدخول في سوق العملات الأجنبية. فلا بد من أن تقوم بعمل تقييم عام للوضع الاقتصادي والسياسي للدولة صاحبة العملة التي تنوي الاستثمار فيها، وخاصة في تلك النقطة، يمكننا أن نقسم أوجه المخاطرة في فئتين رئيسيتين:
الفئة الأولى، وهي الفئة المباشرة والواضحة. فمن الممكن أن تؤثر حالة عدم الاستقرار في بلد ما على عملة تلك الدولة. فعند وقوع أي حدث سلبي، وشعور المتداولين بالقلق، غالبا ما يحول المتداولون أموالهم بعيدا عن عملة تلك الدولة. وهذا ما يعتبر نوعا من العزوف عن المخاطرة، وبالتالي تبدأ موجة بيعيه على العملة، مما يؤدي إلى خفض قيمتها.
والفئة الثانية تظهر عندما تقوم دولة ما بخفض عملتها عمدا. ويسمي بعض المتداولين في سوق العملات ذلك باسم خفض سعر صرف العملة أو خفض العملة.
وتجدر الإشارة إلى أن هدف الدولة عند القيام بمثل هذا الإجراء ليس سيئا في حد ذاته. فهو مجرد أداة من أدوات السياسة النقدية في هذه الدولة. حيث تقوم الدولة بخفض عملتها عن قصد لإتاحة فرصة لها للمنافسة بشكل أكثر فعالية فيما يتعلق بالجانب التجاري؛ بالعملة الأقل سعرا تجعل صادرات الدولة أقل تكلفة. لأن السلع التي تصدرها تكون حينها ذات سعر أرخص في السوق العالمي وبالتالي تحقق عائدا أكبر من صادراتها التي تزيد مع إقبال المستوردين..
4- مخاطر العمليات أو مخاطر الطرف المقابل
يعتبر الطرف المقابل في التداول أو في أي معاملة مالية هي الشركات أو الأفراد التي تقوم بتوفير الأصول للمستثمر أو تنفيذ صفقته. والتي يتم من خلالها بدء الصفقات. وبالتالي تتمثل مخاطر العمليات أو مخاطر الطرف المقابل في تقصير أو تخلف الطرف المقابل عن الوفاء بالالتزام المبرم سواء في التنفيذ أو تسييل الصفقة.
كيفية تجنب المخاطر أثناء تداول الفوركس
كل ما سبق توضيح للمخاطر التي يمكن أن تواجهها أثناء التداول في الفوركس ولكن يمكنك تجنب كل هذه المخاطر باتباع الخطوات التالية:
- تعلم التداول
إذا كنت ترغب في دخول سوق العملات الأجنبية للمرة الأولى، ستحتاج بالتأكيد إلى تعلم قدر الإمكان عن موضوعات متعلقة بمجال تداول فوركس. وبغض النظر عن مدى خبرتك في سوق العملات الأجنبية، هناك دائما موضوعات جديدة ومعلومات تحتاج لمعرفتها. فعليك الاستمرار في القراءة وتعلم التداول وأي شيء يتعلق بسوق الفوركس.
- لا تخاطر بأموال لا تتحمل خسارتها
تتمثل إحدى القواعد الأساسية لإدارة المخاطر في تداول فوركس في أنه لا يجب عليك أبدا المخاطرة بأكثر مما يمكنك تحمل خسارته. وعلى الرغم من أن تلك القاعدة من أساسيات التداول في الأسواق عموما.
كسر هذه القاعدة أمر شائع للغاية وخطأ متكرر لدى الكثير. خاصة بين المبتدئين في تداول فوركس بسبب التعامل مع فكرة التداول على أنها وسيلة للكسب السريع الأمر الذي يحول عملية المضاربة في الأسواق المالية إلى مقامرة خاصة لأن توقع تحركات سوق يعد أمرا صعبا مع تقلبات السوق. فإن المتداول الذي يخاطر بأكثر مما يستطيع تحمله يعرض حسابه ونفسه لخسائر كبيرة. نظرا لتعرضه لضغط نفسي كبير يؤثر سلبا على قراراته.
وفي مرحلة ما، قد تتعرض لخسارة فادحة أو تخسر جزءا كبيرا من رأس مال التداول الخاص بك. ونتيجة للضغط النفسي تحاول تحدي أو الانتقام من السوق بنفس مبدأ المقامر بعد خسارة كبيرة لمحاولة استعادة خسارتك التي فقدتها في الصفقة الأولى.
ومع ذلك، فإن زيادة المخاطرة عندما يكون رصيد حسابك منخفضا بالفعل هو من أسوأ ما يمكن ان تقوم به تجاه تداولاتك. بدلاً من ذلك، فكر في تقليل حجم صفقاتك. أو وقت مستقطع لدراسة أسباب الخسائر أو أخذ استراحة حتى تتمكن من تحديد صفقة ذات احتمالية عالية لتحقيق أرباح.
- استخدم أوامر وقف الخسارة
استخدام أمر وقف الخسارة ليس اختياريا في التداول. وقف الخسارة أحد الأدوات الرئيسية التي تسمح للمتداول بحماية صفقاته من تحركات السوق غير المتوقعة. حيث يتم تحديد سعر معين بشكل مسبق يتم إغلاق التداول عنده بصورة تلقائية.
أي في حالة ما إذا تحرك السعر في الاتجاه المخالف لتوقعاتك وبدلا من الاستمرار في نزيف الخسائر وتراجع رأس مالك. أمر وقف الخسارة يخرجك من الصفقة عند القدر الذي تتحمله من المخاطرة، لكي يتبقى لك من رأس المال ما يعينك على تعويض خسائرك..
- استخدام جني الأرباح
أمر جني الأرباح يعد مشابه لأمر وقف الخسارة. ولكن يبدو من أسمه أنه أمر معاكس. وصمم أمر جني الأرباح من أجل إغلاق الصفقات تلقائيا بمجرد وصولها إلى مستوى معين من الربح.
العديد من الصفقات قد تتحرك في بدايتها في اتجاه توقعاتك. ومن خلال وضع توقعات واضحة لكل صفقة، يمكنك تحديد هدف الربح الأول المتوقع لها. وبالتالي تحديد مستوى جني الأرباح، ولكن يمكن ان لا يتحقق توقعاتك، وترتد الصفقة بفعل تقلبات السوق أو الأخبار وتفقد ما كسبته منها. وربما تخسر أيضا جزءا من رأس مالك، بعدما كنت رابحا.
- الحكمة في استخدام الروافع المالية
وكما ذكرنا في الفقرات السابقة إلى عدد من المخاطر التي تواجه المتداول في سوق العملات الأجنبية، كان من بينها استخدام الروافع المالية. ونكرر أن الرافعة المالية سلاح ذو حدين، الإفراط في استخدامها. بمعنى فتح المزيد من الصفقات، أو استغلال فكرة أنها تتيح لك فتح صفقات كبيرة نسبيا عن حجم حسابك طمعا في ربح أكبر. ينتج عنه خسارة أكبر مما يمكنك تحمله. حدد حجم المخاطرة المقبولة قبل أن تبدأ في التداول، ولا تفتح صفقات عددها أو حجمها أكبر مما يمكنك تحمل خسائره.
كقاعدة عامة يكون مستوى تعرضك لمخاطر سوق العملات الأجنبية أعلى مع وجود رافعة مالية أعلى. إذا كنت مبتدئا في تداول فوركس، فإن الأسلوب الأمثل فيما يتعلق بإدارة مخاطر تداول فوركس وسوق العملات الأجنبية هو الحد من تعرضك للخسائر من خلال عدم استخدام الرافعة المالية العالية.
- الاستعداد للأسوأ دائما!
من المعروف أن التداول غير مضمون نهائيا ويكون مبنى على توقعات شخص ما يمكن أن تصيب أو تخطئ. وتعتمد على نظره سابقه لتاريخ العملة التي تتداول فيها ويجب أيضا توقع أسوا ما يمكن أن يحدث وحجم الخسارة التي من الممكن ان تتعرض لها، حتى تتمكن التعامل معها عند حدوثها..
- تحكم في عواطفك
كما ذكرنا في الفقرات السابقة، تداول فوركس يعتمد بشكل كبير على نفسية المتداول. ولن ينجح المتداول الذي يعتمد على العواطف والأهواء، فيجب على المتداول أن يكون قادرا على التحكم في عواطفه. وعندما تتمكن من الوصول إلى القدرة على التركيز وترك العواطف، والاعتماد بصورة أكبر على البيانات. مع قدر من التنظيم والالتزام وضبط النفس، ستنجح في تحقيق المكاسب..