كثيرا ما نسمع عن مصطلح العقود الآجلة لكن في الغالب غير مدركين بمفهوم هذا المصطلح!
في هذه المقالة سنبرز لك شرحا مفصلا للعقود الآجلة ومميزاتها وسلبياتها وكيف تقوم بالتداول فيها وماذا يحدث اذا احتفظت بالعقد لنهايه الصلاحيه فنتمنى لك قراءه ممتعه..
ما هي العقود الآجلة؟
عبارة عن اتفاق بين طرفين على سعر محدد لبيع او شراء أصل معين او أسهم او اوراق ماليه او سلع بتاريخ محدد في المستقبل لتقليل من مخاطر ارتفاع الأسعار. هذه الاتفاقيات يجب الوفاء بها إما عن طريق التسليم المادي أو التسوية النقدية.
يتم تداول العديد من السلع والعملات ومؤشرات العقود الآجلة..
ويعد الطرف المشتري هو الدائن والبائع هو المدين وفي حاله ارتفع سعر الأصل وفي حاله ارتفع سعر الأصل فإن الدائن هو المستفيد أما إذا انخفض فإن المدين هو المستفيد.
تضم الأسواق المالية نوعاَ من العقود تعرف بالمستقبلية او الآجلة، وتعد من أكثر المعاملات التجارية تداولاً وهي تشمل صفقات عدة كالأسهم والنفط والسلع والمنتجات، وتقوم على إلزام المشتري أو البائع بشراء أو بيع سلعة ما وذلك بتاريخ وسعر مستقبلي يتم تحديدهما سلفاً.
ويستخدم هذا النوع من العقود للحماية من تقلبات الأسعار. يشارك فيها المستثمرون سواء من أفراد أو شركات يسعون إلى تحقيق الربح من خلال التغير في السعر.
وذلك بالشراء عند ارتفاع السعر وبيعها في وقت آخر بسعر أعلى.يرتبط الربح في هذا النوع من العقود بفهم المستثمر للسوق ومعرفته التامة بتحرك الأسعار فيه. إلا أن من الملاحظ على الكثيرين من تجار هذه العقود أنهم في بداية تداولهم بها يحصلون على أرباح كبيرة ولكن سرعان ما تتعرض هذه الأرباح إلى خسائر ضخمة تجعلهم يفقدون معها كل رؤوس أموالهم بسبب ارتكابهم لمجموعة من الأخطاء.
لذا قام مجموعة من الخبراء في هذا المجال بوضع استراتيجيات مأخوذة من هذه الأخطاء يمكن الاستفادة منها في تحقيق عقود ناجحة تحقق أرباحاً أكثر وخسائر أقل، ويمكن للتجار أنفسهم العمل بها أو التعاون مع أنظمة تعمل بهذا النوع من العقود.
- وأول هذه الاستراتيجيات هو مرونة النظام في مجال العقود وجعله قابلاً للتأقلم مع متغيرات الظروف. فمن أكبر الأخطاء التي يتبعها التاجر أو المستثمر أن يكون نظامه غير قابل للتكيف مع تقلبات الأحوال في السوق.
ولكن في نفس الوقت يجب ألا تكون مرونة النظام هي تغييره بشكل كامل. لأن المستثمر يصبح حينها غير قادر على تقييم السوق وتحليله، وتصبح حساسيته تجاه تغيراته أقل، وبالتالي لن يتمكن من تحليله لمعرفة أساليب الربح والخسارة فيه.
- أما الاستراتيجية الثانية فهي أن يحمي المستثمر نفسه من مخاطر التداول. وذلك من خلال عمليات البيع والشراء على مجموعات من الأسهم مثلًا، أو غيرها من الأسواق المالية. وذلك كي يكون حجم الخسائر موزعاً على الجميع وبالتالي تقل الخسارة الفردية.
- ثالثا، ضرورة حفاظ المستثمر على تركيزه العالي في السوق وذلك كي يتمكن من ملاحظة الانحرافات والتغيرات التي تحصل فيه وليتمكن من قراءة وتقييم أرباحه وخساراته الجديدة.
- وأخيرا، السوق بحاجة دوماً إلى مزيد من الانفتاح على الأفكار الجديدة. وبالتالي لا بد من أن يحافظ المستثمر على عقله منفتحاً ومرنا، وتجنب الانغلاق على الذات. فهذا يجعله بعيداً عن آخر المستجدات الحاصلة في عالم الاستثمار، كما عليه الحرص على الابتعاد عن مجموعة من التحيّزات التي قد تؤدي إلى إفشال استثماره
من يقوم بتداول تلك العقود؟
تم اختراع العقود الآجلة للمشترين المؤسسيين. يريد هؤلاء التجار حيازة براميل النفط الخام لبيعها إلى المصافي أو أطنان من الذرة لبيعها لموزعي السوبر ماركت. إن تحديد سعر مقدمًا يجعل الشركات على جانبي العقد أقل عرضة لتقلبات الأسعار الكبيرة
كيف تعمل العقود الآجلة؟
تسمح الــعقـود الآجلة للاعبين بتأمين سعر محدد والحماية من احتمال تقلبات الأسعار صعودًا أو هبوطًا في المستقبل. لتوضيح كيفية عمل العقود الآجلة، ضع في اعتبارك وقود الطائرات:
يمكن لشركة طيران الرغبة في تثبيت أسعار وقود الطائرات لتجنب زيادة غير متوقعة أن تشتري عقدًا مستقبليًا يوافق على شراء كمية محددة من وقود الطائرات للتسليم في المستقبل بسعر محدد.
يجوز لموزع الوقود بيع عقد مستقبلي للتأكد من أن لديه سوقًا ثابتًا للوقود وللحماية من الانخفاض غير المتوقع في الأسعار.
يتفق الطرفان على شروط محددة شراء أو بيع مليون جالون من الوقود، وتسليمه خلال 90 يومًا، بسعر 3 دولارات للغالون الواحد. كمثال
في هذا المثال، كلا الطرفين متحوطون، شركات حقيقية تحتاج إلى تداول السلع الأساسية لأنها أساس أعمالهم. يستخدمون سوق العقود الآجلة لإدارة تعرضهم لمخاطر تغيرات الأسعار.
ولكن لا يرغب كل من في سوق العقــود الآجلة في تبادل منتج ما في المستقبل. هؤلاء الأشخاص هم من المستثمرين أو المضاربين المستقبليين، الذين يسعون إلى جني الأموال من تغيرات الأسعار في العقد نفسه
إذا ارتفع سعر وقود الطائرات، يصبح العقد الآجل نفسه أكثر قيمة، ويمكن لمالك هذا العقد بيعه مقابل المزيد في سوق العــقود الآجــلة.
يمكن لهذه الأنواع من المتداولين شراء وبيع العقود الآجلة، مع عدم وجود نية لتسلم السلعة الأساسية؛ هم فقط في السوق للمراهنة على تحركات الأسعار.
مع قيام المضاربين والمستثمرين والمتحوطين وغيرهم ممن يشترون ويبيعون يوميًا، هناك سوق حيوي وسيولة نسبيًا لهذه العقود.
ماذا يحدث لو احتفظت بعقد عقود آجله حتى انتهاء الصلاحية؟
كثير من الأحيان، يقوم المتداولون الذين يحتفظون بالعقود الآجلة حتى انتهاء الصلاحية بتسوية أوضاعهم نقدا. سيدفع المتداول ببساطة أو يحصل على تسوية نقدية اعتمادًا على ما إذا كان الأصل الأساسي قد زاد أو انخفض خلال فترة الاستثمار.
مزايا العقود الآجلة؟
- يمكن للمستثمرين استخدام العقـــــود الآجلة للمضاربة على اتجاه سعر الأصل الأساسي.
- يمكن للشركات التحوط من أسعار المواد الخام أو المنتجات التي تبيعها للحماية من تحركات الأسعار المعاكسة.
- قد تتطلب العقود الآجــلة إيداع جزء بسيط من مبلغ العقد لدى وسيط.
عيوب العقود الآجلة؟
من بين اهم عيوب العقـــــود الآجلة هي:
- يخاطر المستثمرون بخسارة أكثر من مبلغ الهامش الأولي لأن العــــقود الآجــــــلة تستخدم ما تسمي الرافعة المالية.
- قد يتسبب الاستثمار في عقد مستقبلي في فقدان الشركة التي تحوطت لتحركات الأسعار المواتية.
- يمكن أن يكون الهامش سلاحًا ذا حدين، مما يعني أنه يتم تضخيم المكاسب وكذلك الخسائر
هل العقود الآجلة نوع من المشتقات؟
نعم، العقود الآجــــلة هي نوع من المنتجات المشتقة.
وتعتبر مشتقات لأن قيمتها تستند إلى قيمة الأصل الأساسي، كالنفط في حالة العقــــود الآجلة للنفط الخام مثل العديد من المشتقات.
تعد العقود الآجلة أداة مالية ذات رافعة مالية، مما يوفر إمكانية تحقيق مكاسب أو خسائر كبيرة.
وعلى هذا النحو، تعتبر بشكل عام أداة تداول متقدمة ويتم تداولها في الغالب فقط من قبل المستثمرين والمؤسسات ذوي الخبرة.